من المشكلات التي تؤثر كثيرا على الفائدة من أنشطة الأولاد في المساجد أن أغلبها يقدم العلوم الشرعية بطريقة نمطية, تعتمد أساسا على التلقي السلبي من المتعلم, وعلى التركيز في جانب الحفظ على حساب الفهم والاستيعاب والتطبيق السلوكي العملي.
وتكون النتيجة أننا نرى الكثير من الفتيان الذين يرتادون المساجد لا يتأثرون كثيرا بها, ولا يظهر أثر المسجد على سلوكياتهم وخاصة حينما ينتقلون إلى طور المراهقة والتمرد, كذلك لا نجد منهم تفوقا أو اقبالا على مواصلة التعلم وطلب العلم الشرعي وفهمه فهما صحيحا ينعكس على تعاملهم مع مواقف الحياة المختلفة.
1- قلة عدد العاملين في كل مسجد: حين لا يكون عنذك فريق عمل يكفي لأداء المهمة, يضطر كل مشرف أن يتعامل مع عدد كبير من اللأولاد , وبالتالي لا يستطيع أن يعطيهم الفرصة للعمل حسب قدراتهم الفردية وإمكاناتهم, ولا يمكنه ملاحظة احتياجاتهم المختلفة, ولا التركيز معهم فيما يحتاجونه أو في نقاط ضعفهم.
2- غياب روح العمل الجماعي المنظم: يحتاج النشاط للمسجد أن يقوم على أكتاف متطوعين مهتمين بالموضوع, يلتقون ويتناقشون ويحسنون من أدائهم في كل مرة, ويضيفون الجديد, ويسجلون هذا الجديد ليستفيد منه الآخرون...الخ
كذلك التزام المشرفين بمواعيدهم ومجموعاتهم والخطط الموضوعة لتنفيذ النشاطات من المهارات التي يجب الالتزام بها لتحقيق النجاح في العمل.
3- مشكلة النظرة التقليدية الراسخة: للأسف مجتمعنا قائم على الثقافة الراسخة للتعليم بالتلقي السلبي, ولهذا ربما لا يكون من السهل تبني استراتيجيات تعليم وتدريس باستخدام الأنشطة والألعاب, وقلة المواد والتجارب في هذا الجانب (وخاصة فيما يتعلق بالعلوم الدينية) تصنع حاجزا أمام تطوير الأنشطة في المساجد وطرق التعليم بها لتتوائم مع تحديات ومتغيرات العصر.
4- قلة أهل الخبرة: وهي متفرعة على رقم 3, حيث أن الخبراء بأمور التربية والتعليم والمبتكرين والمجددين فيه وخصوصا في التعليم الشرعي هم قلة نادرة ولا توجد هيئات تدعم وتخرج مثل هذه المواهب والخبرات في المجال المطلوب.
5- قلة الإمكانات المادية: في بعض الأحيان يحول ضعف الموارد المادية بين المشرفين وبين أداء أنشطة واستخدام أدوات متعددة, وخاصة في الأحياء الشعبية التي لا تتلقى فيها المساجد مقابلا من أهالي الأولاد في العادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق