الاثنين، 26 ديسمبر 2011

ملك لمدة عام

في قرية من القرى القديمة كان يحكمها ملك عادل يحب الناس ويحبونه مرض هذ الملك مرض الموت ومات

احتاجت القرية الى ملك وتنازع الوزراء والأغنياء على الملك  اجتمع الحكماء والعقلاء لإختيار الملك  خرجوا من ذلك الاجتماع بنتائج كانت نتائج غريبة يستطيع أي رجل من أهل هذه القرية الحق بأن يصبح ملكاً بدون استثناء أحد لكن هناك أربعة شروط :


أولاً : أن يبلغ عمره أربعين سنة فأكثر.
ثانيا : أن يحكم لمدة ثلاث سنوات فقط
ثالثاً : له الحق في التنعم هو وأهله لكن بعد انتهاء مدة الحكم لايرث أهله شيئاً من المال
رابعاً : عند انتهاء مدة الحكم ينفى هذا الملك الى صحراء قاحلة يموت فيها

كانت شروط صعبة جداً عجب الناس لها قبل الوزراء والأغنياء تقدم أحد الفقراء يطلب أن يكون ملكا ذكره الحكماء بالشروط وقالوا : لن نرحمك عند انتهاء المدة !

تولى هذا الفقير ملك هذه القرية وانغمس في التنعم بعد انتهاء مدة الحكم أخذ هذا الفقير الملك ونفي في صحراء من الصحاري ومات هناك من شدة الحياة الصعبة

بعده خاف الناس ولم يتقد أحد لطلب الملك على هذه القرية بعد فتره أتى رجل وطلب الحكم وذكر بالشروط ووافق  وتنعم مثل صاحبه الاول وأكثر  وبعد انتهاء المدة نفي هذا الملك أيضا في صحراء من الصحاري

بعد نفي الملك الثاني تقدم بعده مباشرة أحد حكماء هذه القرية للحكم وقال: لي شرط قبل أن أتولى الحكم .

قالوا : وما شرطك؟

قال : أختار الصحراء التي سأرمى فيها

تعجبوا !! من شرطه ووافقوا

العجيب في هذا الحكيم لم يكن مثل صاحبيه إذ كان متواضعا سمحا كعادته لم يغرق في التنعم ولم يتجبر ولكن مع ذلك قال له الحكماء والناس: لن نرحمك أبداً فالشروط تنطبق على الجميع

وتدور الايام وينتهي ملك هذا الحكيم ويؤخذ لينفوه في أحد الصحاري ,حينها صاح الحكيم فيهم وقالوا لاتنسوا الشرط الذي بيني وبينكم وانفوني للصحراء التي اخترتها من قبل,

وافقوا على تنفيذ الشرط و ذهبوا إلى المكان الذي حدده الحكيم عندما وصلوا للصحراء ,تعجبوا لم يكن ذلك المكان الذي عهدوه من قبل صحراء كما تعودوا بل أصبح قصورا وبساتين وآبار

عندها علموا أنه هو من قام ببناء هذه الواحة في الصحراء سراً

علم الناس عندها أن هذا الحكيم هو ملك متميز لا يمكن أن يفرطوا فيه, ورجعوا إلى القرية وهو معهم

وأعلنوا في القرية أن الملك هو الحكيم الذي عمر لهم الصحراء وحولها لمكان يصلح لهم



فالملك الحقيقي هو من يعمر ويبني ويستعد للمستقبل, ويبحث عن مصلحة من تولى أمرهم, وليس من يتنعم وينسى الناس.

ويجب علينا أيضا أن نستعد في حياتنا للمستقبل, ونعمر أعمارنا بالعمل الصالح حتى ينفعنا حين نحتاج إليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق